تعتبر منهجية تحليل وتقييم أحوال الطرق من العناصر المهمه في دراسة العلاقه بين خصائص أحوال الطرق و الجرائم المروريه (حوادث الطرق ) ، إذ أن حوادث المرور علي الطرق يتأثر تأثير مباشر بأحوال الطرق ، حبثُ أن الجرائم المروريه (حوادث الطرق) أصبحت مشكله عالميه بالغة الأهميه حيثُ ترتبط إرتباطا وثيقاً بالتقدم الإقتصادي و الإجتماعي المعاصر، وهي أحد أكثر معوقات التنميه في المجتمع ، وتتزايد الجرائم المروريه كلما زاد النمو الديموغرافي الذي ترتفع معه الحاجه لإستعمال المركبات ، و لعل أهم و أبرز صوره لنتائج هذا النوع من الجرائم هي الحوادث المروريه ، والتي تعتبر واحده من أكثر المشكلات إستنزافاً للطاقات البشريه و الموارد الماليه حتى أصبح يطلق عليها إرهاب الطرق ، ففي الكثير من البلدان باتت هذه الظاهره الخطيره تتجاوز المشكلات الأمنيه ، والتي تحصد سنوياً الآلاف من القتلى ومن الجرحى و تضرب المجتمع في أهم مقوماته وهو العنصر البشري .
وتُعتبر الأمطار من العناصر المناخيه التي لها تأثير كبير في النقل بصفه عامه ، والنقل البري بصفه خاصه ، فهناك علاقه مباشره وغير مباشره بين الأمطار وشبكة النقل البري ، حيثُ تلعب الأمطار دوراً أساسياً كعامل تجويه ميكانيكيه في التأثير علي الطرق بتدمير الطبقه الأسفلتيه وزيادة حجم المفتتات الصخريه وتساقطها علي الطرق الصحراويه الجبليه ، بالإضافه الي تجميع الأمطار علي الطرق وتغلغلها الي طبقات الأساس والأساس المساعد ، وهذا يؤدي الي ضعف قوة التماسك بين الحبيبات ويقلل من القوه الإنشائيه للطريق ، بالإضافه الي إنتفاخ طبقات الأساس خاصه أن المواد الجيريه من أهم المواد المستخدمه في إنشاء طبقات الطريق ، وتكون شرهه في إمتصاص المياه ، مما يؤدي الي تصدع الطرق وإنهيار طبقات الرصف ، أثر إنهيار طبقات الاساس ، وتتعرض الطرق للسيول ، وتكمن خطورة السيول في أنها قد تصيب الأودية الجافة وتضرب العمران الواقع بداخلها أو عند مصباته ، وتؤدي الي إزالة الرواسب الموجودة داخل الفواصل والشقوق وسقوطها علي الطرق وخاصة علي بعض الطرق التي تمتد علي بطون الأودية . بالإضافه إلى هذا فإن تطاير الغازات السامة من المركبات و أكثرها شيوعا غاز أول أكسيد الكربون السام والرصاص والنيتروجين، وتسرب زيوت التشحيم و غيرها يشكل خطراً مؤثرا على صحة الإنسان و النبات والحيوان ويتسبب مباشرتاً في التلوث البيئي ، ومن الجرائم المروريه أيضا ما يؤثر على السكينه العامه ، كإثارة الضجيج ، والإستعمال المفرط والعشوائي للمنبهات كل هذا من شأنه تهديد راحة المواطنين. وعموماً هذه الحوادث تمثل إحدى أهم القضايا و المشكلات التي تؤرق المسئولين و تؤثر على المواطنين بما ينتج عنها من مآسي إجتماعيه وإنسانيه ، فضلاً عن خسائرها الجسميه التي تطال قطاعات عريضه من المجتمع ، وبالتالي فإن الجرائم المروريه مصطلح عميق، لا يمكننا تفسيره أو فهمه هكذا بسطحيه ، لما يحمل من دلالات و صور متنوعه لكنها تصب في بوتقه واحده ، وهو الفعل المجرم قانوناً و ما يلحقه من تداعيات و آثار قد تصل في أقصاها إلى إزهاق الأرواح ، وعموماً لقد واجه الفقه القانوني صعوبة في تعريف الجريمه الجنائيه بصفه عامه و جريمة المرور بصفه خاصه ، غير أن تعريف الجريمه المروريه يكتسب الكثير من الأهميه، حيثُ أنه أول ما يمكن الوصول إليه لمعرفة خصائص هذه الجريمه.
ولذلك جاءت المؤلفات الفقهيه بالعديد من التعريفات المختلفه للجريمه، فنأخذ منها ما ورد في التشريع المصري بأنها (كل سلوك إنساني مشروع في قانون المرور، يصدر من قائد أو مالك المركبه ، يعرض المصالح الجوهريه لأفراد المجتمع للخطرسواءاً كان إيجابياً أم سلبياً حدد له المشرع الجزائي جزاءاً جنائياً) . فكل سلوك متطابق مع نموذج إجرامي حدده القانون لا يقترن بظرف مباح و ينتمي إلى نفسية صاحبه فلا يصح القول بوجود جريمة بدون سلوك إنساني يدل على وقوعها وهذا السلوك قد يكون سلوكا إيجابي بمعنى أنه يلزم القيام بالأعمال الحركيه و العقوبه و بالكيفيه التي حددها القانون ، ومثال على ذلك : كمن يقود سيارته بسرعة فائقه مخالفاً بذلك ما نص عليه القانون ، و قد يكون سلبياً في حوادث مروريه، وهذا يعني الإمتناع أو الإحجام عن القيام بأي عمل كان من المفروض القيام به من طرف الجاني و إن هذا الإمتناع يُعد سلوكاً إجرامياً يعاقب عليه القانون ، وعلة التجريم هو أن المشرع حظر الإمتناع عن فعل معين أو أمر إتيانه حماية لأفراد المجتمع و أموالهم من التعرض للخطر كعدم إستخدام السائق لحزام الأمان أثناء قيادته للمركبه أو عدم وضع قائد الدراجه الناريه الخوذه) فالسلوك يكتب الصيغه الإجراميه بأنها القيام أو الإمتناع عن فعل يجرمه القانون و يعاقب عليه و يختص به قانون العقوبات والقوانين الجنائية المكملة له على غرار قانون المرورالذي يجرم أفعال معينه، فمنها ما يتعلق بقيادة و تسيير المركبات في الطرق و ما يقابلها من جزاء جنائي (الحبس أو الغرامه أو كلاهما) وكذا التدابير الأخرى المقرره في هذا القانون و المتمثله في الجزاءات الإداريه . فحوادث المرور شأنها شأن باقي الجرائم الماسه بالأشخاص و الممتلكات العامه و الممتلكات الخاصه ، إلا أن الوسيله ليست نفسها ، فالوسيله هنا بالتحديد المركبه، والمقصود بالمركبه كل وسيله نقل بري مزوده بمحرك للدفع أو غير مزوده بذلك تسيرعلى الطريق بوسائلها الخاصه أو تدفع أو تجر .. وعموماً يُعرف قائد المركبة علي أنه هو كل شخص يتولى قيادة مركبه بما فيها الدراجات الهوائيه أوالدراجات الناريه أو يسوق حيوانات الجر والجمل وحيوانات الركوب و حيوانات القطاعان عبر الطريق أو يتحكم فعلا في ذلك ، ولا بد أن يكون قائد المركبه شخص طبيعي فلا يصح أن يكون شخصا معنويا فلا تقع الجريمه المروريه دون سلوك مخالف من قائد المركبه، وبمعنى آخر لا بد من وجود إنسان ذو إرادة حره يقود المركبه لكي يدخل في نطاق المسئوليه الجنائيه وهو الشخص المخاطب في قانون المرورعند إرتكابه إية جريمه مروريه، بالإضافه الي تعريف الطريق ، حيثُ يُعرف الطريق علي أنه هو كل مسلك عمومي مفتوح لحركة مرور المركبات والدواب والإنسان والحيوان ، ويشير إرتفاع مؤشر عدد الضحايا بمحافظة الجيزه رغم تطور أطوال الطرق ، وزيادة معدلات رصف الطرق ، الي أن النقاط السوداء في الطرق لا تزال مرتفعه .
وبالتالي تحتاج شبكة الطرق العامه الي الإهتمام بأحوال الطرق من جراء معالجة النقاط السوداء بهذه الطرق ، والسعي لحصر الطرق التي تحتاج الي معالجه عاجلة ، وغلق بعض الطرق المؤديه الي زيادة معدلات الحوادث المرورية مثل محور صفط اللبن الذي تبين مدي تاثير أحوال هذا الطريق علي الجرائم المروريه من وجود نقاط سوداء به تحتاج الي معالجه عاجله وفوريه ، مع الأخذ في الإعتبار أن حوادث المرور لن تختفي فهذا شئ محال ، ولكن أن تقل فهذا أكيد ، ولكن بشروط ، وقد يبدو الأمر وكأننا ننظر بعين التشاؤم ، ولكنه الواقع الذي ليس منه مفر ، فمهما بذلت الجهات المسئوله من جهود وقابلها تفاعل وقبول من قبل مستخدمي الحركه المروريه ، إلا أن الحوادث لن تتوقف ، لأن القاسم المشترك في كل حادث هو العامل البشري ، والذي تتحكم به عدة عوامل منها عامل السن وعامل العقل والحالة النفسية بالإضافة الي العوامل الجوية والمؤثرات الأخري بيئيه وصحيه ، بل وحتي مالية ، فكل هذه العوامل مجتمعه أو منفردة تساهم بشكل أو بأخر في وقوع الحوادث ، ولن يستطيع أي منا الخلاص منها ما لم يكن لديه الرغبه والقدره علي مقاومتها وإبعاد تأثيرها عنه بصوره فعاله، وتُعتبر دراسة خصائص أحوال الطرق العامه الرئيسيه بنطاق محافظة الجيزه من العناصر المهمه فى دراسة حوادث الطرق وذلك لما تعكسة من حقائق جغرافيه وإقتصاديه بما يخدم منهجية دورها في التأثير المباشر علي حوادث الطرق بنطاق محافظة الجيزه.