دراسة للمهندس / محمد صلاح . خبير الطرق والكبارى . عن الجسر العربى بين مصر والسعودية .
مشروع الجسر البرى عبر البحر الأحمر بين مصر والسعودية - حلم جدير بان نناضل من أجل تحقيقه
مهندس إسـتشـاري / محمد صلاح الدين صالح .
رئيس مجلس إدارة جمعية الطرق العربية .
عضو الإتحاد الدولى للطرق IRF
جسر الملك سلمان بن عبد العزيز الحلم الذى أصبح حقيقة
مسمى المشروع :
جسر الملك سلمان بن عبدالعزيز
فكرة المشروع
ترجع فكرة إنشاء الجسر البرى بين السعودية ومصر الى 28 عام مضت خلال اجتماع القمة السعودية المصرية بالقاهرة بين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز والرئيس حسنى مبارك عام 1988 واتفق الجانبان خلال البيان المشترك على إنشاء جسر يربط بين البلدين عبر مضيق تيران بمدخل خليج العقبة .
الأهمية الاستراتيجية للمشروع
تكمن أهمية هذا المشروع الاستراتيجى الحيوى المقترح فى أن ذلك الجسر البرى سيربط بين الدول العربية غربى خليج السويس ( وأهمها مصر والسودان ودول شمال أفريقيا ) بالدول العربية شرق خليج العقبة ( وأهمها السعودية ودول الخليج جميعاً وسوريا والعراق والاردن ..) ويدعم هذا المشروع الحيوى التواصل البرى ليس فقط بين السعودية ومصر بل عبرهما بين قارتي آسيا وأفريقيا .
مكان تنفيذ المشروع
تم اختيار أفضل مكان لإقامة الجسر البرى بمعرفة الاستشاريين المتخصصين عربيا وعالميا وذلك بين الشاطئين السعودى والمصرى عند مدخل خليج العقبة . فيبدأ الجسر من الشاطئ الغربى لمصر عند رأس نصرانى القريبة من مدينة شرم الشيخ ( 30 كم جنوب دهب ) ليصل الى الشاطئ الشرقى بمنطقة رأس حميد بالسعودية بطول 23 كيلو متراً بخلاف المطالع فى كل بلد بطول حوالى 8كم فى الاتجاهين ، يتم عبورها بالسيارات فى زمن يتراوح من 20 إلى 30 دقيقة فقط .
المدة اللازمة لتنفيذ المشروع
حوالى 3 سنوات حسب تقدير الخبراء والدراسة المبدئية .
تكلفة تنفيذ المشروع
تبلغ التكلفة المقدرة مبدئيا لتنفيذ المشروع مبلغ 6 مليارات دولار أمريكى .
فترة استرداد التكلفة
تفيد الدراسات المبدئية أنه يمكن استرداد تكلفة تنفيذ المشروع فى خلال مدة تتراوح بين 8 – 10 سنوات ، وهذا ما يوضح أن هذا المشروع عظيم الجدوى من الناحية الاقتصادية ، حيث يفيد الخبراء أن المشروعات المماثلة عالمياً تسترد تكلفتها فى مدة تتراوح بين 40 إلى 50 سنة .
موارد استرداد التكلفة
أولا : رسوم العبور :
- رسوم عبور الحجاج والمعتمرين من مصريين وغير مصريين .
- رسوم عبور المصطافين والسياح ( طرف الجسر الغربى قريب من منتجع شرم الشيخ ومن ثم إلى منتجع الغردقة ) .
- رسوم عبور العاملين فى دول الخليج من مصريين وغيرهم .
- رسوم عبور الشاحنات والبضائع والتى سيتعاظم حركتها بين البلدين نظراً للسهولة والسرعة ورخص التكلفة بالتالى .
ثانيا : رسوم تراخيص إقامة المشروعات عند نهايتى الجسر فى كــل مـن السعودية و مصر .
ثالثا : فرق تكلفة نولون شحن البترول السعودى نتيجة انخفاض نولون الشحن بما يعادل حوالى دولار واحد عن كل برميل / يوم . فقد جاء فى دراسة الجدوى الاقتصادية المبدئية للجسر – والتى قامت بها مجموعة ( بكتل ) الأمريكية أنه يمكن استخدامه فى عبور خط أنابيب بترول من السعودية محملاً على جسم الجسر الى داخل سيناء عابراً قناة السويس ليتصل بخط الأنابيب المصرى ” سوميد ” ومن ثم يتم تصديره إلى الأسواق الأوربية من ميناء سيدى كرير غرب الإسكندرية محققاً الوفر المذكور .
رابعا : موارد أخرى يمكن دراستها .
فوائد ومميزات المشروع
- جسر للتواصل بين أكبر قارتين فى العالم من حيث المساحة وتعداد السكان .
- جسر للتواصل بين أعرق الثقافات فى تاريخ البشرية .
- شريان حياة بين أهم دولتين عربيتين وزيادة فى التقارب واستمرارا فى التواصل القائم والمحمود بين الشعبين الشقيقين .
- يحقق التئام الشمل العربى جغرافياً وبذلك يكون لبنة أساسية فى صرح السوق العربية المشتركة .
- توفير فى الجهد والمال والوقت للحجاج والمعتمرين والسياح والعابرين عموماً بين البلدين ومن خلالهما وخاصة العاملين المصريين فى السعودية ودول الخليج الأخرى ، فعبور الجسر 23 كم تقريبا فى يسر وسهولة خلال 20 إلى 30 دقيقة بدلاً من السفر بمشقة بالطرق الجبلية بالاردن وشمال السعودية ذات الانحدارات الشديدة والتى كثرت فيها الحوادث .
- التيسير على السياح السعوديين والخليجيين للاستمتاع بمنتجعات مصر فى كل من شرم الشيخ والغردقة وغيرهما .
- انخفاض تكلفة شحن البضائع بين البلدين مما يؤدى إلى ازدهار التجارة البينية .
- خلق موارد مالية لصالح الدولتين .
- قصر فترة استرداد الأموال المستثمرة فى تنفيذ المشروع 8 – 10 سنوات مما يعّجل تحقيق الاستفادة المباشرة من موارد المشروع لكلا البلدين .
- زيادة القدرة التنافسية للنفط السعودى فى الأسواق الأوربية نتيجة انخفاض نولون الشحن بما يعادل حوالى دولار واحد عن كل برميل / يوم . فقد جاء فى دراسة الجدوى الاقتصادية المبدئية للجسر – والتى قامت بها مجموعة ( بكتل ) الأمريكية أنه يمكن استخدامه فى عبور خط أنابيب بترول من السعودية محملاً على جسم الجسر الى داخل سيناء عابراً قنـــــاة السويس ليتصل بخط الأنابيب المصرى ” سوميد ” ومن ثم يتم تصديره إلى الأسواق الأوربية من ميناء سيدى كرير غرب الإسكندرية محققاً الوفر المذكور .
- خلق فرص عمل مؤكدة للشباب والشركات من كلا البلدين الشقيقين ( من خلال مشاريع المقاولات من الباطن فى أعمال تنفيذ الجسر – العمالة المحلية مصرية وسعودية فى خلال فترة تشغيل الجسر – وفرص العمل فى المشروعات الاستثمارية المتنوعة التى ستقام بمنطقتى مدخل الجسر فى الجانبى المصرى والسعودى.
- التقنية العالية المنتظر استخدامها فى تنفيذ المشروع تأخذ فى الاعتبار أقصى درجات الحرص على البيئة فى منطقة تنفيذ المشروع .
التقنية المستخدمة
تقنية تناسب طبيعة المنطقة من حيث اختلاف عمق المياه بين الأجزاء التى يمر عليها الجسر مما يتطلب مزج بين تقنية الجسور المعلقة والجسور التقليدية والجسور الركامية وفقاً لأرقى وأفضل وأحدث ما وصل إليه العلم الحديث وما سبق تنفيذه فى هذا المجال ، مع الحفاظ الكامل على البيئة فى المنطقة .
شمس الأمل تشرق بقوة لتحقيق الحلم
فى الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فى ابريل 2016 ، وفى ظل القيادة الرشيدة لمصر ، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قرار البدء فى تنفيذ الحلم الذى ناضل المهندس فؤاد عبدالعزيز خليل رئيس مجلس إدارة جمعية الطرق العربية ( السابق ) من أجل تحقيقة الا وهو ” جسر الملك سلمان بن عبدالعزيز ” الذى يربط بين مصر والسعودية واسيا بافريقيا . وان كان أجله لم يمهله ليرى هذا الحلم فلينم قرير العينين بعد أن تحقق حلمه .
فخالص التهانى من جمعية الطرق العربية لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى والشعب المصرى بهذا المشروع العظيم وخالص التقدير لجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين .
وقد قام السيد اللواء مهندس / فؤاد عبدالعزيز خليل الرئيس اﻷسبق لهيئة الطرق ورئيس جمعية الطرق العربية السابق رحمه الله بالعديد من الجهود الفنية والاعلامية من أجل تحقيق هذا الحلم ، الذى ظل مدافعا ومتبنيا له لاكثر من عشرين عاما حتى وافته المنيه عام 2012 .
هذا ولا يحق لأى دولة من دول الجوار الاعتراض على تنفيذ هذا المشروع العملاق الذى يخدم الانسانية بربط أكبر قارتين هما أسيا وافريقيا ، حيث أن المشروع يتيح الملاحة الحرة بفتحات عبور يزيد عرضها عن 3كم ، وارتفاع عن سطح الماء لأكثر من 65 م بما يحقق عبور أضخم السفن وأحدث البوارج الحربية ، كما أنه لا يعيق الملاحة الجوية وأكبر دليل على ذلك وجود كوبرى قناة السويس المماثل لهذا المشروع فى الارتفاع دون أى اعاقة لاى نشاط جوى ولهذا فلا مبرر لاعتراض أيا من كان على هذا المشروع .
فقد حـــان الآن في هذه الفترة الفارقة أن يجنى المصريين حلم يسهل تحقيقه طالما نادينا به والذي سيكون ميراثا لأبنائنا في المستقبل .